احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

حوار لا أخلاقى بينى وبين نفسى - الاول

جميع الشخصيات والسيارات فى هذه القصة حقيقية ، ، وأى تشابه بينها وبين خيال القارئ هو من محض الصدفة البحتة ، والمؤالف (اللى هوا أنا ) مسؤل مسؤلية تامة عن ذلك


إن نفسى يا اخوانى الاعزاء ، أجاركم الله ، عنيدة ، عصبية ، متهورة على الرغم من أنى أنا شخصيا هادئ ، متزن ، شديد التسامح .

ولكنها سيدى القارئ لا تلبس ان تلومنى لوما ، وتستفزنى استفزازا...يفوق قدرتى على التحمل ،و لو أنها نفس شخص غيرى ، لأرديتها رميا بالرصاص فى أقرب ميدان عام ..لتكون عبرة لكل نفس لا تعتبر ...وسأحكى لكم ، نبذة، مجردة نبذة صغيرة جدا لما يدور بينى وبين تلك المتعوسة ...كل يوم صباحا


-          يا فتاح يا عليم يا رزاق ياكريم

أقولها ل نفسى ،  والتى إما أن تكون جالسة بجوارى أو على المقعد الخلفى ، لأبدأ صباحا ، أملا أن يكون أفضل من سابقه


-          إن شاء الله النهارده كله هايبقى تمام ،و الشوارع هاتبقى فاضية والناس لذيذة وهانوصل الشغل بسرعة

وترد على نفسى بكل وقاحة وبجاحة

-          شوف الاهبل ، برده مصمم  يتقائل

وأقول لها بكل حزم وشده

-          أحترمى نفسك بقى ، أما قلة أدب صحيح

واتجاهلها بكل ثقة (نفسى طبعا ) وأدير المحرك راسما على وجهى ابتسامة عريضة

-          يامسهل ...ده أنا اللى بقول ..مش نفسى

وانطلق بسيارتى العزيزة خارجا من الجراج الى الكون السعيد ، راجيا من الله عز وجل أن يخيب ظن نفسى الأمارة بالسوء ، والتى عزيزى القارئ ،  لايعجبها العجب ولا الصيام فى رجب كما سبق أن أوضحت لسيادتك مسبقا فى بداية حديثى ....فى حال أن نسيت

واذا بسيارة واقفة  بعرض مخرج الجراج ولا يوجد بها أى شخص

-          وتقول لى نفسى ....ماتخرج بقى ياخويا ، مش عاملى فيها سعيد ابو السعد ، إجرى دور بقى على الاخ

وأرد بكل هدوء

-          يعنى انا هادور فين يعنى ، الناس نايمة

-          طب اضرب كلاكس، 

-          لا..مش ضارب ، بقولك الناس نايمة ...الصبر

-          طب انزل زقها

-          ماشى

وأحاول ...وتأبى السيارة أن تتحرك سنتيميتر واحد

-          مش راضية تتزق

-          خلاص خليك قاعد لبكرة

وتمر الدقائق ، ويصل الى السيارة شخص يتبختر بكل هدوء  وروية وفى فمه سيجارة ويركب وينطلق دون ان يلقى بالا الى كيس الجوافة.... عفو فى اللفظ ....أقصد شوال الجوافة ...المنتظر بالسيارة

-          اتفضل يا خفيف....دى نفسى بتقولى طبعا....ولا عبرك حتى باعتذار

-          يمكن افتكرنى واقف عادى

-          ياجمالو....دى أكيد نفسى تسخر منى....واقف وراه عادى ازاى يعنى....هو طابور عيش يامنيل...وأديك أتأخرت على الشغل....وفيها ربع يوم خصم...يارب يتخصم منك علشان تتنحرر شوية وتخلى عندك دم

-          أما انك نفس بنت......ولا بلاش ...أبويا مالوش أى ذنب فى الموضوع ده

-          عموما لسة بدرى....انا عامل حساب الكلام ده كله.....وخليكى فحالك أحسن

وتدور فى رأسى أفكار كثيرة عن الطريقة المثلى التى يمكن ان يتخلص الشخص بها من نفسه...دون أن يموت بالتأكيد..فلا أصل لاى شى...

المهم ، انطلقت بالسيارة محاولا استعادة ابتسامتى ويومى السعيد المنتظر ، واذا بسائق ميكروباص يرمى نفسه (هو والميكروباص طبعا ) على مقدمة سيارتى ....وأفرمل فرمله شديدة ، وأسبق انا بالكلام قبل ماتتكلم هى

-          عادى عادى...هما سواقين الميكروباصات كدة

-          أما انك بأف صحيح، هاتسيبه يكسر عليك عادى كده

-          هو انتى ماتعرفيش تتكلمى من غير ماتشتمى ، هو انتى ايه ، ماتربتيش خالص

-          ماتغيرش الموضوع...إجرى وراه ، واكسر عليه زى ما كسر عليك ، يالا بسرعة

-          لا...مش جارى ..ولا كاسر...أنا انسان متحضر وعندى أخلاق

-          متحضر وأخلاق .....بس  يا جبان....ال أخلاق ال....ماشى يا ابو أخلاق

وبينى وبينك عزيزى القارئ ، ده فى حال انك وصلت الى هذا السطر من هذا الحوار اللا أخلاقى ولاتزال قارئا ، فقد بدأت نفسى تستفزنى فعلا ...ولكن الصبر جميل

وتمر الدقائق واذا بنفس المجرم عتيد الإجرام  يقف فجأة دون أى سابق إنذار ، ووقفت أنا ايضا

-          انا زهقت منك على فكرة ، انت مفيش منك فايدة ،خليك راجل كده و انزل اتخانق معاه....دى نفسى بتبستفنى

-          لا حول ولا قوة الا بالله ، مش هارد عليكى على فكرة

-          يعنى عايزه أفهم ، ايه لازمة بطولات الملاكمة والمصارعة اللى انت فراحنلى بيهم وعمال تتفشخر وقارفنى فى كل حته

-          يعنى هو انا علشان بلعب رياضة ، أمشى أضرب فى الناس ، وخلاص ياستى ...مش هاجيب سيريتهم تانى علشان ترتاحى .....وهالعب بلى مسافات طويلة بعد كده ...وأهو مشى أهوه ...إسكتى بأه

أشعر الآن بالاهانة ، وأقولها لك  بدون ان تسمعنى نفسى حتى لا تشمت فى ، ممكن يكون عندها حق ، أنا أشعر وكانى (ملطشة) ، ولم أنتهى من التفكير حتى وجدت شخصا يعبر الطريق من أمامى بكل هدوء وروية وكأنه يبحث عن شئ ما فى الطريق ، بهدوء... وروية... وأناءة ، نعم سيدى إننى حقا أحسده على هذا البرود الشديد  الذى يدل على راحة البال والطمأنينة الشديدة الذى ينعم بها هذا الانسان فى وطنه ، وإذا بى أقول

-          .......عمار يا مصر

-          وتنفجر فى نفسى...........والله انت ماعندك ريحة الدم ...ماتغنى بلادى بلادى أحسن، ده انت حتى الكلاكس مضربتوش

-          مش يمكن الراجل تعبان...حرام عليكى

-          تعبان ايه...ماهو زى التور أهوه

-          خلاص خلاص....انتهينا ،،، أهو عدى ...إهمدى بقى

وظلت نفسى تكيل لى من الشتائم وابشع الالفاظ  ماشاءات لها الاقدار أن تقذفنى به وتنهل من مأدبة قلة الادب مالذ وطاب و التى أخجل ان اسردها عليك حتى لا أجرح مسامعك الكريمة

ولن أطيل عليك سيدى ، فأنت تعرف مايحدث فى شوارعنا أفضل منى ، حتىو أن شاءت الظروف السعيدة أن يقف أمامى فى الشارع ذى الاتجاه الواحد والذى يسع سيارة واحد فقط ، تاكسى .....فقالت لى نفسى

-          انا مش هاتكلم.....انت طبعا هاتسيبه ، بص بقى ......انا متأكده انك خايف ، انت خايف تنزل تتخانق معاه علشان انت جبان ، أيوه.... جبان ، والناس كلها عرفت انك جبان ...بكره وانت ماشى العيال هايمشو وراك فى الشارع  ويقولو ..الجبان أهوه...الجبان أهوه ، الراجل اللى كان واقف ادام الجراج عرف، وسواق الميكروباص عرف، والراجل اللى كان بيعدى عرف، كل الناس عرفوك خلاص....ماتنزلش بقى خليك جبان على طول....انت هاتعيش وتموت جبان......

الآن فقط ، اقتنعت بكلامها ، شعرت أنى جبان فعلا ، وأختبئ وراء القيم والاخلاق الحميدة ، وما فائدة تلك الاخلاق التى لا يستعملها أحد سواى ، لقد آن الاوان ان أرمي بها وراء ظهرى....وحدث فعلا ، وضغطت على الكلاكس بكل قوة وباستمرار

-          ايوة كده برافو عليك....خليك دايس على طول ...والا أقولك كفاية كده ...انزل اضربه ....دى نفسى بتشجعنى ، وماصدقت مصيبة وتشبع فيها لطم

-          ايوة صح......هو انا هاضربه بس..انا هاشتمه ....وبعدين فى الاخر هابقى أضربه

ونزلت من السيارة ، وأعطيت للسائق ما كان يجب أن أعطيه لكل من سبقوه  ، مجموعة من الشتائم المتوالية والمتوازية ، بالاضافة الى محاضرة فى الاخلاق العامة والخاصة مع قليل من التهجم والسخرية على أوضاع مصر والعالم الثالت والرابع  ، ولم أعطى للرجل أدنى فرصة أن يرد أو يتكلم ، فقد كنت مشحونا ومعبأ بما يكفى

ولم أهنأ باكمال مابدأت من طقطوقة الردح وسيمفونية قلة الادب ، حتى فوجئت برجلين يحملان أمرأة عجوز لا تستطيع المشى ، وكان سائق التاكسى فى انتظارها  ليذهبوا بها الى المستشفى ، ونظر لى الرجل نظرتا ، تمنيت لو أن الارض تنشق وتبلعنى وتشرب ورايا جردلا من المياه لكى لا يظهر لى أى أثر ، وقلت له بكل خجل وألم ..

-          أنا متأسف جدا

ونظرت فى السيارة لأنتقم ، نعم حان وقت الانتقام منها  من نفسى....وسانتقم أشد الانتقام ، نظرت فى السيارة ، بحثت عنها فى السيارة  ولكن لم  أجدها ، لقد هربت ...هربت  الندلة وتركتلى رسالة

-          لا تقلق يا حبيبى سأعود قريبا بعد أن تهدأ ، وأتمنى ان تكون كريم الخلق معى كما انت مع كل الناس ، ولا ايه ...هى هاتيجى عليا يعنى.....أشوفك قريب يا منيل

-          يابنت.....طيب أياك اشوف وشك تانى

وكان هذا الحوار ، جزء من الحوار الدائر باستمرار طوال اليوم بينى وبين نفسى الحبيبة ، والتى سيدى القارئ  أحب أن أطمأنك عليها ، عادت لى بسلام ، لتمارس معى هوايتها المفضلة

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق